الى حبيبي ناصر، من حبيبتك ليلى


في رثاء ابني ناصر الصفار

بعد مرور ثلاثه أشهر على رحيله ! وبعد ان استجمعت بعض قدرتي على التعبير !

كُتِبت هذه المقالة سنة ٢٠١٧، حيث رحل عنا الحبيب في سباته… عرفت قبل فتره بانه كان يشارك حبيبتي اية في يوم الميلاد، لكنه كان يصغرها ب٣ سنوات.

كان قلب طفل ، وفيض مشاعر يحتوي بها أهله وأصحابه ! ومحبة لكل قيم سامية وخيال فنان يهيم حبا في جمال الطبيعة والإبداع رسما وتصويرا، وفضولا لاكتشاف كل جديد بنظرة دهشة، ورغبة في معرفة المزيد ! ٓشدَّه جمال الجبال المكسوة بالثلوج فمارس رياضته عليها وأتقنها وأحب البحر فتعلم الغوص وأجاده! وكان النادي العلمي مكانه المفضل لإشباع نهمه لمعرفة الإلكترونيات والتحكم عن بعد بالطائرات ! وهكذا مرت السنون وكبر الصغير وأصبح شابا وسيما كأمير في روايات التاريخ !ولكن القلب ظل طفلا لم يكبر ! و ذهب بعيدا ودرس وتخرج وعاد بعد سنين أربع ومازال قلب الطفل لم يتغير ! العمل الروتيني لا يناسب طفل الدهشة فسعى لنيل القبول في أعرق الجامعات ونال ما تمنى للدراسات العليا وبدأ يستعد للحصول على البعثة وقبل موعد الاختيار بأسبوع كان القدر قد أعد له رحلة أبدية إلى دار الحق !
اللهم لا اعتراض ! قلب طفل توقف نبضه ! وقلب ام لم يستوعب ما حدث ظنته كابوسا و سينجلي ! وأخت تجري لإخفاء صورهِ التي كان وضعها بنفسه في أرجاء المنزل و كأنها بذلك تنزع صوره من القلب و العقل !
ومرت الأحداث والذهول يلازم الأبوين والإخوة !
قلب طفل رحل وأبوان شبت نار لوعة الفراق في قلبيهما فصارا يعدوان بلا وعي و يؤثران البعد عن كل شيء حتى الوطن . لكن البعد لم يغير من الوضع شيئا ! فقط ما عاد أحد ُيذكرهما بما حدث و إن كانت الذاكرة لا تكف عن إعادة شريط الذكريات من اليوم السعيد الذي ولد فيه يوم الجمعه والذي صادف بعد تحرير الكويت بعشره أيام فقط و كان أذان الظهر يُرفع و تباشير الخير هلت فوصلتنا أول مكالمة هاتفية من الكويت المحررة ! وتوالى الخير بعودة نبض الحياه الى وطن سُلب وطفل زامن مولده تحرير هذا الوطن ! وكبر الصغير وبلغ من العمر ستة وعشرين عاما (تاريخه من تاريخ التحرير ) ثم رحل ! فافتقد الجميع قلب طفل لم يكبر ووهج دهشة لم تخبُ وحلما لم يكتمل ! و فقدت أنا أمك يا أميري الجميل كل بهجة وأصبحت الحياة بعدك موحشة كصحراء قاحلة ! ولكن سأحاول المسير فيها لأجل إخوتك وأبيك كي لا أكون سببا في عنائهم وهمهم !
إنها أصعب الكلمات والجمل التى صغتها في حياتي والتي عرفت من خلالها معنى عذاب الحروف لكي توجدا.
انها حروف تصوغ كلمات مصيبتي في فقدك و التي يتضاءل أمامها و يتلاشى كل ما مررت به من مآسي و أحزان في حياتي !
لكن ليس لي إلا أن أقول إنا لله وإنا إليه راجعون ! لتحف بك يا حبيبي رحمة رب العالمين وتكون الجنة مثواك ومستقرك ! ويكون لنا الصبر على البلاء والرضا بقضاء الله إنه على كل شيء قدير .

بقلم ليلى خاجة


Leave a Reply

%d bloggers like this: